حياتي بين الأمس واليوم ***
بِالأَمْسِ كُنْتُ مُسافِرًا في غَفْلَتِي
و الدّينُ أيضًا كانَ لا يَعنِينِي
مُتَرَنِّمًا بِالشِّعْرِ بينَ أحِبَّتِي
ومجَالِس الفُجَّارِ تَسْتَهْوِيني
تَنْسَاقُ نفسِي للفَسادِ وتشتَهي
وتقولُ لي إنَّ الهوَى يُرْضِينِي
فأطِيعهَا وإلى الرَّذائِلِ أنْحَنِي
ويعُودُ رُشْدِي بَعْدَهَا فِي الحِينِ
حتَّى قرَأتُ حديثَ خيرِ مُعَلِّمٍ
أدْرَكْتُ أنَّ المُصْطَفَى يَعْنِينِي
صَلَّى عَليهِ اللهُ أحْمَدَ إنَّهُ
أوْصَى بِأخْذِ العِلْمِ لَوْ فِي الصِّينِ
فجَعَلْتُ وَقْتِي للتَّعَلُّمِ كُلَّهُ
وقلِيلهُ فلِزَائِرٍ يأتِيني
ما بينَ شعرٍ قدْ ألِفْتُ بُحُورَهُ
وكِتابُ مَوْلانا الذي يُحيِيني
إنِّي اسْتَعَنْتُ بِخَالِقِي فحَفِظتُهُ
ويُحاوِلُ المَلْعُونُ كيْ يُنسِيني
فالكَهْفُ وُردِي كُلَّ مَطْلَعِ جُمْعَةٍ
وأحِبُّ غافرَ والضُّحَى والتِّينِ
والمُرْسَلَاتِ قَصِيرَةٌ لكِنَّهَا
كالماءِ أَظْمَأُ إِذْ بِهَا ترْوِيني
أمَّا النِّساءُ فإِنّها دُستُورُنا
وأنا أراها مَرْجعًا للدِّينِ
قدْ صارَ دَأْبِي في الحياةِ و مُؤنسي
فَرَبِيعُ قلْبِي مِنْ لَظَى يُنْجِيني
لا أكْتَفِي مِنْ سُورةٍ لكِنَّني
في الشِّعرِ بيتًا واحدًا يَكْفِيني
وأزورُ قبْرِي حِينَ أرْقُدُ سَاعَة ً
مُتفقِّدًا ذاكَ الذي يُرجِيني
دومًا يُنادي في المساءِ وبُكْرَةً
ويُسَابِقُ الأيَّامَ كَيْ يَحْوِيني
لكِنَّنِي يا حَيُّ لسْتُ بِخائِفٍ
فأنا أُحِبُّ لِقائَكُمْ في الحِينِ
إنْ كُنتَ راضٍ يا كَرِيمُ نِعِمَّ هِيْ
وإذا غَضِبْتَ فَعَفْوَكُمْ يكفِيني