الدو بيت، بحر من بحور الشعر الغنائية الجميلة، وهو بسيط في تركيبته ونسقه، ولكنه صعب في توفيقه وبنائه، وقليلون الذين كتبوا في هذا البحر، حتى أنك لا تجد سوى قصائد معدودة منه في التراث العربي، أشهر هذه القصائد( يا غصن نقا مكللا بالذهب)، وتجربتي في زيارة سيدي أبي الحسن الشاذلي، كانت متميزة، تميز هذا البحر، وكانت جميلة بما يفوق هذا البحر، وقد شرفت في الزيارة بالتطواف ببيتين من أكبر البيوت الشاذلية، وهما بيت الرضواني بالبغدادي، وبيت آل عبد السلام بالعدوة إدفو، وكأني منعت من غير الأعتاب الشاذلية بالزيارة، فلم يتيسر لي أن أزور مقاما أو وليا خارج الدائرة الشاذلية، ومن ثم حق علي أن أرفع لسيدي الشاذلي ولبابيه العظيمين بمصر تحية شكر على ما لاقيت من حفاوة بحمثرا، أو بالبغدادي أو بإدفو على السواء، فركبت بحر هذه القصيدة، أهديها للركبان زوار العتبات الشاذلية، فأتت ميسورة الغناء، سهلة الإلقاء، فتعالو نستمتع معا بكلماتها ومعانيها