حضرت اليوم امسيه شعريه ضمت الشاعرين الكبيرين عمر الفرا وصالح عرابي وقد أعجبتني كثيرا ً قصيدة الوطن للشاعر
عمر الفرا وقد علق عليها قبل قرائتها بقوله:
لقد قلت هذه القصيده قبل دخولي لغرفة العمليات حيث أجريت جراحه في القلب وهي عباره عن وصيه لأبني وتابع:
اذا دفن الانسان في بلاد الغربه و لم يدفن في وطنه تبقى روحه معذبه هائمه الى الأبد
ولا تسكن أبدا ً الا عندما ينقل جثمانه للوطن
وأضاء القصيدة بتشبيه الوطن بالأم فمهما كانت الأم ظالمه أو فاجره أو أو تبقى لها قدسية الأم وكأنما يجسد بيت الشعر
القائل :
بلادي وإن جارت علي عزيزة=== وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام
وإليكم القصيده وبالطبع لسماعها من فم الشاعر الكهل نكهه أطيب
الوطن
طيور البر تلف الكون وتعاود لأرض الهاجرت منها
السمك تعبر خليج الموت قبل الموت.. وتعاود مكانها
النجم ألها مساكنها, والحجر ألها معادنها
الشجر تسقي بأرض وحده مفاتنها
إلا الناس عجيبة, عجيبة الناس تعيش الغربة بالغربة ولا تذكر مواطنها
الوطن يا ابني شبيه الأم, إن رادت ترضع وتفطم وإن رادت توهب وتحرم.
بأي حالة اسمها الأم.. الوطن يسكن خلايا الدم.. غريزة تسري عطر الدم
لما نموت بالغربة.. تظل الروح تلفانة حزينة, مشردة بالهم..
الوطن عزة وكرامة وصحوة الوجدان...
الوطن صبر وعزيمة وقوة الإيمان...
الوطن يا ابني ما هو لفلان وابن فلان وقلب فلان...
الوطن يا ابني ما هو طابع ولا هاتف ولا عنوان..
الوطن يا ابني ما هو سايب, يصير بلحظة مجنونة لأي من كان..
الوطن للي جذوره مثبتة بتاريخ يتزاحم مع الأزمان...
الوطن للي يخلي الصحرا مخضره, ويزرع بالصخر بستان...
الوطن للي سما حتى وصل مرحلة إنسان..
الوطن ساكن عشق اللبنة ولو غبنا..
الوطن للي بنى اللبنة على اللبنة..
الوطن للي لأجل أرضه نذر نفسه..
ورخص بابنه, الوطن للي يرد الغارة بالغارة...
على الله توكل وجابه, وأبد ما تنطفي ناره..
الوطن يا ابني رقم واحد وبعد ميه يجي العالم..
الوطن ناموس لليخجل...
بنهايتها الوطن يا ابني... الوطن عرض البني آدم..